لأنني لا أحفظ الأسماء.. ولا أذكر التواريخ ولا أهتم لتفاصيل الأحداث .. تختزن ذاكرتي الكثير من الوجوه..بلا عناوين .. والقليل من الملامح المصابة بالضباب.. أعطي لكل واحد منهم قصة ..
حياة..
وفاصلة من الحُزن ..
تُغرق يوماً من أيامهم الطويلة بمطر كئيب ..
وقد أفتح لهم باباً خلفياً ليختبئوا خلف نقطة العودة ..
عندما لا تقوى قلوبهم على المواجهة..
فهم مثلي يؤمنون أن المواجهة قد تؤدي الى خسارات أكيدة..لا نريدها أن تقع..
إلاّ أنّني وَهُم.. مثلي ..
يفضلونها بطيئة ..حتى يستولي التعوّد على الألم الحاصل ..
وتطمئن خساراتنا للخدر المُستشري ..
وأحياناً أمنحهم طوابقاً أعلى من الصراخ ..
وأكبر رحابة من الضحك.. وحياة مُتزنة..
كإتزان راقص متصوّف لا يصيبه الدُوار الذي ينتابني منذ عدة أيام ..
وجوهي لا تجلد بخطواتها ظهر الشوارع ولا تنتهك حُرمة الجسد الرمادي الممتد .. لكنها تهيم ..
كتيارات الهواء .. شديدة
وعليلة ..
تسري وتعود الى ذاكرتي مليئة كحُلم..
هم ليسوا وهماً .. لكن اتوقع انه عندما تأخذ الدنيا منا أشخاصاً لزمن طويل ..
طويل جداً ..
اكثر من أن نعده ولا نخطأ بالعد..
يتحولون الى وجوه منزوعة منها الأسماء ..
إلاّ من بعض القصص القصيرة جداً..
ربما يلتف خيالي الذي لا يتوقف حول ماهية حقيقتها ..
لكنه لا يستطيع ان يسلب مني الأصل في واقعيتها..
ربما لهذا السبب استخدم كلمة لا أدري بكثرة تدعو للغرابة ...
ولذات السبب أُسْأَل : في أي كوكب أعيش ؟!!..