Home

17 Nov 2022

لا سَكنٌ هُنا

 


.

.

لا سَكَنٌ هُنا 

حَمَلوا مَنزلي

أَخَذو عَيْنايَ

وَ بَذرو في مَكانَيْهِما 

جَمْرَة..



مُسيَّرةٌ أَيَّامُهُما في قَلبي

يَمُرَّان كَمَرِّ الغَمَامْ ..

يَثَّاقلَان 

يَرعُدان

يُخَضِّبانِ مِن أَمْري

كُلَّ فِكْرة..



لا يَغيبان 

يُرَفرِفانِ في قَلبي

كَأَوراقِ الحَوْرِ..

وَ مَخَافَةَ أن تَميدَ بي رِمالي 

 استَحالا شَجَرة..



فَراغَان باتا في ذاكِرَتي

يُسْجِيان بِثِقْلَيْهِما 

على الأَوُقاتِ المارِقَة

أَقْبِضُ بِكَفّي عَلَيْهِما وَلٰكن

لا تُسْعِفُني الذِّكْرى..



كَزَخَّات الشُّهُب 

يُضيئانِ في سَماء لَيْلي

البَهيم ..

يُغادِران ولا يُقضىٰ للَّيْل

وطرَه..



 أَراهُما..

 يَنْعَكِسان في

صورَتي..

ثابِتَةٌ كَأَبي ،،

كَوَتِدٍ

لٰكنَّ اللَّيلَ يَتتابَعُ مِن تَحْتي

كَكَثيبٍ مَهيلْ..

غائِرةٌ خُطايْ تَثَّاقَلُها   

العَثْرَة..




وادِعَةٌ كَأُمَّي..

كسَنابِلِ قَمْحٍ تَموجُها 

النَّسمَه..

كلَّما بانَ جَفافُها 

جَادَتْ مَسرَّة..



وَ عُودُ القَمْحِ في الأوِقَاتَ

العاصِفَةِ ما أَسْهَل

كَسْرَه..




لا سَكَنٌ هُنا..



امل 




15 Jan 2022

تيهٌ قَديم

.

.

وَ احْترَقْتُ في شَرارةِ تيهٍ قَديم

لَم يَنْأى بي إيمَاني العَميقُ 

عَنِ اللَّهَبْ..


.

.

يَروعُني مِنْهُ هذا العُمُرُ..

كَخشبٍ ، مُسنَّدةٌ..

وأَنْتَ في غابَتِهِ

تَحْتَطِبْ.. 

.

.


أَهذِهِ يّدُكَ!! أهَذِه يَدُكَ؟

أَم فَأْسُ ظُنوني

رَاغَتْ ضَرْباً .. مَشحُونَةً

بالسَّبب.. 

.

.


أَكُنْتَ وَهْماً؟

أَكُنْتَ خَيالاً يَتراءٰى 

فَلَمْ أسْتَبِن كُنْهَكَ !

كَيْفَ لي وَ بَصيرتي 

مُغْرَوْرقَةٌ بِالصَّخَبْ؟؟

.

.


لَكَمْ يَروعُني ..

كَيْفَ وَهَبَتْني سَنَواتُ الثَّباتِ

 عَلى شَفٰا وَصْلِكَ 

فِكْراً  مُضطَرِبْ..

.

.


مُتَأَرْجِحَةٌ في نَخْلِ وَهْمِكَ

لا مَضَيْتُ تَتَلقَّفُني 

رُحْبَةُ الفَضا..

لا وَلَمْ أَجْني الرُّطَبْ.

.

.

وَ احْتَرَقْتُ..

.

.


فَلا تَأْتيني بِمائِكَ أيُّها البَدَويُّ

ما نَفْعُ سَكيبُ الماءِ

إذا ما رَمَّد الحَطَب..

.

.








١٣-١-٢٠٢٢


1 Jan 2022

مَنْ قَدَّ القَميص ؟!...

وآبَقُ إليه..



كَحوتِ يونُسَ ..

يبتلعُني هذا الليلْ .. 

يَطْرُقُ صَدى اللَّهيجْ 

في هاتُيك الأَضْلُع

'أنْ كُنْتُ مِن الظَّالِمين'

.

.


يَنسُجُني الذَّنْب 

لِتَنْقُضَ مِن غَزْلِهِ المِغْفِرَة

وَ قَلْبي!!

مَا قَلْبي؟؟

نَكْثٌ مِنْ بَعْد قُوَّةٍ

وَ صَدْعٌ مِنْ بَعْدِ عَمَدْ

يَعْوي بِهِ الحُزْنُ 

كَذِئْبِ يوسُفَ البَريء

حتّى أبْيضَّت حَقيقَتُهُ

وَأنسَكَبَتْ أُضْوائُهُ 

في غِياباتِ الجُبْ

يَتَأَوَّلُني جَسَدُ البِئْر  

فَلا يَلْتَقِطُني سِوىٰ الصّدىٰ..

'ان كُنتُ من الظَّالِمين'


.

.


مُغَلَّقةٌ الأَبْوابُ دُونِي

يَصطَرِخُ البِئْرُ بِي 

بِأَنْ "هَيْتَ لَكْ"

وَأَنا أَرىٰ .. لٰكِنْ لا أَرىٰ

أمُدُّ يَدَ المَخَافَةِ

لَعَلِّي أَرْتُقُ قَدَّ القَمِيصْ

.

.

امل 

١٤/٣/٢٠٢١