Home

7 Jan 2009

انطباع بعيد





هي في منتصف الثلاثينات و خريجة أدب انجليزي ..تجلس بالقرب مني ترتشف الشاي وتتحدث كعادتها كما اخبرتني بنات عمها ،، عن زوجها جاسم وتتفنن في السرد والإفاضة عن حياتها الشقية معه والتي أًصبحت أؤمن انها قد لاتكون كذلك لأن بعض النساء إذا لم يسر زوجها كما تشتهي يُصبح في نظرها جحيماً ، على الرغم من مرور ربما ما يزيد عن 8 سنوات زواج وأكثر تسبقها قصة حب جمعتهما أيام الجامعه .





كُنت في المرحلة المتوسطة عندما كانت النساء يتحدثن عنها وعن رفضها للزواج لرغبتها في إكمال دراساتها العليا ،، لكنها تزوجت جاسم زميلها في الدراسه ولم تفعل ما كانت تنويه ،،





وابنتها ذات السبع سنوات تذكرني بها عندما كان ابي يأخذني معه ،، يتركني في منزلهم ويذهب مع والدها ،، ليتفنن اخوتها الذين يصغرونها سناً في إظهار شقاوتهم علي ،، لا زلت اجهل لم كُنت مكروهه من قبل الصبيان في صغري .. كانوا يكرهونني ،، هم وابناء احد عمومتهم ،، كنا كثيرا ما نتشاجر وأتشابك بالأيدي معهم .. فتقف دوماً بيني وبينهم ..كانت آخر مرة رأيتها فيها عندما كنت في التاسعة .




لم أصدق حديثها هذه الإنسانة 4 ساعات بدون كلل و ملل ،، ما ان نفتح حديثاً حتى يتحول الى نقد لزوجها ،، اشفقت عليه هذا الجاسم لكثرة ماكانت تذمه وتشتكي منه ..





جاسم قال

جاسم فعل

جاسم راح

جاسم يعتقد

جاسم كح

جاسم ياكل تبن





أميل براسي الى منى إبنة عمها : الحال دايماً جذي لما تزوركم ؟

منى : بعدج ما شفتي شي ..هذي الإستفتاحية بس ..
انا : واااي ببجي ..لو قاعده بداري وايد أبرك ..



أبدا بتقليب القنوات تعبيراً عن الشعور بالملل وعدم الإهتمام ،، فالآن وفي هذه اللحظات يتم تدمير صورة جميلة كنت احتفظ بها لهذه الإنسانة في مخيلتي ويتم أستبدالها بإنسانة تافهه.. إجتماعياً على الأقل فأنا لا اعرف بعد كيف تفكر..




الحقيقة انني فقدت الإهتمام تماماً ولم أعد أريد ان اعرف.. وتمنيت كثيراً لو انني لم اقابلها ابداً .. على الأقل لأحتفظ بصورتها التي رسمتها لها ..فهي خالية من التفاصيل .. والقبح .. مبهمة ربما .. لكنها على الأقل ألطف بكثير .