في هذه الدنيا دروبٌ جمعتني بأناس قد اعتقدت عندما رأيتهم بأنني قد نسيتهم تماماً.. يشرعون في قلبي النوافذ المغلقة ... لينتابني شعور ألف فراشة تختبط بأجنحتها في صدري ...
أبلة العربي "صباح وأغنيتنا الخاصة بها بالثوب الليموني والساعة اللمّاعي.. كنا لا نحييها إلا بها "عندما كنت في الصف الأول والثاني إبتدائي .. تذكرت الألم الذي كانت تسببه لي بالرغم من حبها لي خاصة عندما كانت تمسكني من أنفي بشدة وتجرني منه ... ليست الوحيدة التي كانت تفعل ذلك.. أبي وخاله ابو فيصل كذلك.. في محاولة منهم ليصبح انفي طويلاً... أوكي ما الخطأ إن لم يكن أنفي مسلولا كالسيف ... الأرانب جيدة جداً.. على الأقل هي أكثر لطفاً ولا تجرح وتقتل كالسيوف.. كما انها أقرب للقلب ..
بعض الحب قد يُصبح مؤلماً .. كما لو أن البعض يجد انه على مقدار الحب يكون التسبب بالألم للآخرين .
بعض الحب قد يُصبح مؤلماً .. كما لو أن البعض يجد انه على مقدار الحب يكون التسبب بالألم للآخرين .
في جميع مراحل حياتي كنت ألتزم بصديقة واحدة فقط لأرافقها واشاركها في كل شي ، لكن ما كان يحدث ان هذه الصديقة كانت دوما تدخلني في صداقاتها الجماعية لست إنطوائية بقدر كوني أخجل ان اكون البادئة في عرض صداقتي على إحداهن، لا أذكر أنني عرضت على اي شخص ان يكون صديقاً لي ، كُنت دوماً من اتلقاها ، ومنهن كوثر حسن أو حسين لم اعد أذكر بالضبط ، كانت هي صديقة المرحلة الإبتدائية حتى اكملت الصف الثالث قبل ان يأتي الغزو الغاشم لينهي هذه الصداقة .. لم اعد اعرف اين هي؟؟.. لا زلت اتذكر غمازتيها وسحنتها السمراء الجميلة وباحة المدرسة الخلفية ومكاننا السري خلف المبنى الذي كان يضم مختبر العلوم وغرفة الإذاعة وبعض غرف المدرسات .. والذي كنا نعتبر الوصول اليه مغامرة وشجاعه لا توصف لأنه وكما كنا نسمع من اشاعات.. كان مرتعاً لقبيلة من الجن تختطف الفتيات الصغيرات..!! بغض النظر عن رواية جني الكف الأحمر الذي كان يعيش في أحد الحمامات ويظهر يوم الأربعاء بعد جرس الهده.. كنا نتناقل قصة ان فتاة دخلت الى الحمام يوم الأربعاء وحبسها الجني ووجدت صباح يوم السبت قد طعنت بالسن من الخوف واصبح شعرها أبيضاً ...كنا لا ندخله أبداً بعد الهدة .. لا اعرف لم كانت القصة واقعيه جداً بالنسبة لنا خاصة بعدما رأينا علامة الكف الأحمر على حائط الحمام المشؤوم ..
لا زلت أذكر أمل بنت الناظرة فتاة مليئة ذات شعر طويل جداً.. كنت اراها فتاة مسكينة قتلها الأدب والثقل الزايد.. ربما لأنها كانت " بنت الناظرة".. اكاد اقسم انها الوحيدة في المدرسة التي لم يشاهدها احد تركض وتلعب في الفرصة ..في احد المرات دعوناها لتلعب معنا حي الميت.. فرفضت بعدها بقليل وانا اركض تعثرت بقدم احد الفتيات عندما كنت اهرب لما رأتني كوثر ووقعت على الإسفلت وأذيت ركبتي..جائت عندما رأت الفتيات متجمعات حولي ليساعدنني في الوقوف والذهاب الى عيادة المدرسة وقالت : شفتي اشلون؟ عشان جذي مابي ألعب معاكم..
اتخيلها الآن ربما كانت أبلة في احد المدارس .متينة زيادة .. ثقيلة طينة وشريرة وأم صارمة وزوجة دعلة ..
اتخيلها الآن ربما كانت أبلة في احد المدارس .متينة زيادة .. ثقيلة طينة وشريرة وأم صارمة وزوجة دعلة ..
عائشة الفتاة التي اختارتني ابلة الألعاب انا وإياها لننضم الى فريق الجمباز .. ولكنني لم اكمل عدة أيام معها... ليس ذنبي ان كنت لا املك قلباً قوياً كقلب عائشة يجعلني أقفز واتشقلب على عارضة التوازي او البالانس بيم ..
لا أخاف المرتفعات بقدر خوفي من ألم الوقوع فأخبرتها بأنني لا أريد الإستمرار .
لا أخاف المرتفعات بقدر خوفي من ألم الوقوع فأخبرتها بأنني لا أريد الإستمرار .
بعد عدة اشهر وفي ساحة المدرسة المليئة بأولياء الأمور في حفلة عيد العلم كانت عائشة ترتدي رداءً أسود بتنورة من الدانتيل الأزرق المكشكش تبدو فيه كراقصات الباليه.. تقفز فوق المتوازي في احد فقرات الحفل وأنا وكوثر كنا نتابعها من شرفات الطابق الأول لرؤية أفضل .. ندمت لكوني انسحبت من المشاركة ولكن كلما تذكرت الألم الذي سأشعر به إذا ما وقعت كنت أُقنع نفسي بأنني قد اتخذت القرار الأفضل...
وهو ما فعلته في أغلب مراحل حياتي ..أتجنب ما أُريده فعلاً خوفاً من ألم قد لا يحدث أبداً .
وهو ما فعلته في أغلب مراحل حياتي ..أتجنب ما أُريده فعلاً خوفاً من ألم قد لا يحدث أبداً .
مرت هذه الذكريات في رأسي عندما رأيت فتاة تشبه عائشة تماما ولكن بملامح إمرأة مع طفلين .. وددت لو سألتها إن كانت هي ؟؟ ..