Home

29 Jan 2009

1988/1990






في هذه الدنيا دروبٌ جمعتني بأناس قد اعتقدت عندما رأيتهم بأنني قد نسيتهم تماماً.. يشرعون في قلبي النوافذ المغلقة ... لينتابني شعور ألف فراشة تختبط بأجنحتها في صدري ...



أبلة العربي "صباح وأغنيتنا الخاصة بها بالثوب الليموني والساعة اللمّاعي.. كنا لا نحييها إلا بها "عندما كنت في الصف الأول والثاني إبتدائي .. تذكرت الألم الذي كانت تسببه لي بالرغم من حبها لي خاصة عندما كانت تمسكني من أنفي بشدة وتجرني منه ... ليست الوحيدة التي كانت تفعل ذلك.. أبي وخاله ابو فيصل كذلك.. في محاولة منهم ليصبح انفي طويلاً... أوكي ما الخطأ إن لم يكن أنفي مسلولا كالسيف ... الأرانب جيدة جداً.. على الأقل هي أكثر لطفاً ولا تجرح وتقتل كالسيوف.. كما انها أقرب للقلب ..


بعض الحب قد يُصبح مؤلماً .. كما لو أن البعض يجد انه على مقدار الحب يكون التسبب بالألم للآخرين .



في جميع مراحل حياتي كنت ألتزم بصديقة واحدة فقط لأرافقها واشاركها في كل شي ، لكن ما كان يحدث ان هذه الصديقة كانت دوما تدخلني في صداقاتها الجماعية لست إنطوائية بقدر كوني أخجل ان اكون البادئة في عرض صداقتي على إحداهن، لا أذكر أنني عرضت على اي شخص ان يكون صديقاً لي ، كُنت دوماً من اتلقاها ، ومنهن كوثر حسن أو حسين لم اعد أذكر بالضبط ، كانت هي صديقة المرحلة الإبتدائية حتى اكملت الصف الثالث قبل ان يأتي الغزو الغاشم لينهي هذه الصداقة .. لم اعد اعرف اين هي؟؟.. لا زلت اتذكر غمازتيها وسحنتها السمراء الجميلة وباحة المدرسة الخلفية ومكاننا السري خلف المبنى الذي كان يضم مختبر العلوم وغرفة الإذاعة وبعض غرف المدرسات .. والذي كنا نعتبر الوصول اليه مغامرة وشجاعه لا توصف لأنه وكما كنا نسمع من اشاعات.. كان مرتعاً لقبيلة من الجن تختطف الفتيات الصغيرات..!! بغض النظر عن رواية جني الكف الأحمر الذي كان يعيش في أحد الحمامات ويظهر يوم الأربعاء بعد جرس الهده.. كنا نتناقل قصة ان فتاة دخلت الى الحمام يوم الأربعاء وحبسها الجني ووجدت صباح يوم السبت قد طعنت بالسن من الخوف واصبح شعرها أبيضاً ...كنا لا ندخله أبداً بعد الهدة .. لا اعرف لم كانت القصة واقعيه جداً بالنسبة لنا خاصة بعدما رأينا علامة الكف الأحمر على حائط الحمام المشؤوم ..



لا زلت أذكر أمل بنت الناظرة فتاة مليئة ذات شعر طويل جداً.. كنت اراها فتاة مسكينة قتلها الأدب والثقل الزايد.. ربما لأنها كانت " بنت الناظرة".. اكاد اقسم انها الوحيدة في المدرسة التي لم يشاهدها احد تركض وتلعب في الفرصة ..في احد المرات دعوناها لتلعب معنا حي الميت.. فرفضت بعدها بقليل وانا اركض تعثرت بقدم احد الفتيات عندما كنت اهرب لما رأتني كوثر ووقعت على الإسفلت وأذيت ركبتي..جائت عندما رأت الفتيات متجمعات حولي ليساعدنني في الوقوف والذهاب الى عيادة المدرسة وقالت : شفتي اشلون؟ عشان جذي مابي ألعب معاكم..


اتخيلها الآن ربما كانت أبلة في احد المدارس .متينة زيادة .. ثقيلة طينة وشريرة وأم صارمة وزوجة دعلة ..




عائشة الفتاة التي اختارتني ابلة الألعاب انا وإياها لننضم الى فريق الجمباز .. ولكنني لم اكمل عدة أيام معها... ليس ذنبي ان كنت لا املك قلباً قوياً كقلب عائشة يجعلني أقفز واتشقلب على عارضة التوازي او البالانس بيم ..


لا أخاف المرتفعات بقدر خوفي من ألم الوقوع فأخبرتها بأنني لا أريد الإستمرار .




بعد عدة اشهر وفي ساحة المدرسة المليئة بأولياء الأمور في حفلة عيد العلم كانت عائشة ترتدي رداءً أسود بتنورة من الدانتيل الأزرق المكشكش تبدو فيه كراقصات الباليه.. تقفز فوق المتوازي في احد فقرات الحفل وأنا وكوثر كنا نتابعها من شرفات الطابق الأول لرؤية أفضل .. ندمت لكوني انسحبت من المشاركة ولكن كلما تذكرت الألم الذي سأشعر به إذا ما وقعت كنت أُقنع نفسي بأنني قد اتخذت القرار الأفضل...


وهو ما فعلته في أغلب مراحل حياتي ..أتجنب ما أُريده فعلاً خوفاً من ألم قد لا يحدث أبداً .




مرت هذه الذكريات في رأسي عندما رأيت فتاة تشبه عائشة تماما ولكن بملامح إمرأة مع طفلين .. وددت لو سألتها إن كانت هي ؟؟ ..



26 Jan 2009

إغنـــم زمــانكَ



(SMS)


إغنـــم زمانــَك.. فالزمانُ مواربٌ

إن شكوتَ جوره فالشاكي ذليلُ

فلا الزمان ان مضى عنك عائدٌ

ولا يُشْفى ان تلقفتك حُظوظُهُ غليلُ




.
.
.

:"(


نون

21 Jan 2009

زعلي طوّل









والله لا اييب زعل على هالصبح
مو كأنه تشبه شير اكثر :/


PHOTOSHOP CS 3
Original Size : 2000X2650
Designed by : Non-Alnesaa.2009
Work is under copyright law.
Not to be Used without my permission



زعلي طول



.
.
.

20 Jan 2009

وجوه منزوعة من كل شيء إلا مني












لأنني لا أحفظ الأسماء.. ولا أذكر التواريخ ولا أهتم لتفاصيل الأحداث .. تختزن ذاكرتي الكثير من الوجوه..بلا عناوين .. والقليل من الملامح المصابة بالضباب.. أعطي لكل واحد منهم قصة ..
حياة..
وفاصلة من الحُزن ..
تُغرق يوماً من أيامهم الطويلة بمطر كئيب ..
وقد أفتح لهم باباً خلفياً ليختبئوا خلف نقطة العودة ..
عندما لا تقوى قلوبهم على المواجهة..
فهم مثلي يؤمنون أن المواجهة قد تؤدي الى خسارات أكيدة..لا نريدها أن تقع..
إلاّ أنّني وَهُم.. مثلي ..
يفضلونها بطيئة ..حتى يستولي التعوّد على الألم الحاصل ..
وتطمئن خساراتنا للخدر المُستشري ..




وأحياناً أمنحهم طوابقاً أعلى من الصراخ ..
وأكبر رحابة من الضحك.. وحياة مُتزنة..
كإتزان راقص متصوّف لا يصيبه الدُوار الذي ينتابني منذ عدة أيام ..



وجوهي لا تجلد بخطواتها ظهر الشوارع ولا تنتهك حُرمة الجسد الرمادي الممتد .. لكنها تهيم ..
كتيارات الهواء .. شديدة
وعليلة ..
تسري وتعود الى ذاكرتي مليئة كحُلم..



هم ليسوا وهماً .. لكن اتوقع انه عندما تأخذ الدنيا منا أشخاصاً لزمن طويل ..
طويل جداً ..
اكثر من أن نعده ولا نخطأ بالعد..
يتحولون الى وجوه منزوعة منها الأسماء ..
إلاّ من بعض القصص القصيرة جداً..
ربما يلتف خيالي الذي لا يتوقف حول ماهية حقيقتها ..
لكنه لا يستطيع ان يسلب مني الأصل في واقعيتها..




ربما لهذا السبب استخدم كلمة لا أدري بكثرة تدعو للغرابة ...
ولذات السبب أُسْأَل : في أي كوكب أعيش ؟!!..


7 Jan 2009

انطباع بعيد





هي في منتصف الثلاثينات و خريجة أدب انجليزي ..تجلس بالقرب مني ترتشف الشاي وتتحدث كعادتها كما اخبرتني بنات عمها ،، عن زوجها جاسم وتتفنن في السرد والإفاضة عن حياتها الشقية معه والتي أًصبحت أؤمن انها قد لاتكون كذلك لأن بعض النساء إذا لم يسر زوجها كما تشتهي يُصبح في نظرها جحيماً ، على الرغم من مرور ربما ما يزيد عن 8 سنوات زواج وأكثر تسبقها قصة حب جمعتهما أيام الجامعه .





كُنت في المرحلة المتوسطة عندما كانت النساء يتحدثن عنها وعن رفضها للزواج لرغبتها في إكمال دراساتها العليا ،، لكنها تزوجت جاسم زميلها في الدراسه ولم تفعل ما كانت تنويه ،،





وابنتها ذات السبع سنوات تذكرني بها عندما كان ابي يأخذني معه ،، يتركني في منزلهم ويذهب مع والدها ،، ليتفنن اخوتها الذين يصغرونها سناً في إظهار شقاوتهم علي ،، لا زلت اجهل لم كُنت مكروهه من قبل الصبيان في صغري .. كانوا يكرهونني ،، هم وابناء احد عمومتهم ،، كنا كثيرا ما نتشاجر وأتشابك بالأيدي معهم .. فتقف دوماً بيني وبينهم ..كانت آخر مرة رأيتها فيها عندما كنت في التاسعة .




لم أصدق حديثها هذه الإنسانة 4 ساعات بدون كلل و ملل ،، ما ان نفتح حديثاً حتى يتحول الى نقد لزوجها ،، اشفقت عليه هذا الجاسم لكثرة ماكانت تذمه وتشتكي منه ..





جاسم قال

جاسم فعل

جاسم راح

جاسم يعتقد

جاسم كح

جاسم ياكل تبن





أميل براسي الى منى إبنة عمها : الحال دايماً جذي لما تزوركم ؟

منى : بعدج ما شفتي شي ..هذي الإستفتاحية بس ..
انا : واااي ببجي ..لو قاعده بداري وايد أبرك ..



أبدا بتقليب القنوات تعبيراً عن الشعور بالملل وعدم الإهتمام ،، فالآن وفي هذه اللحظات يتم تدمير صورة جميلة كنت احتفظ بها لهذه الإنسانة في مخيلتي ويتم أستبدالها بإنسانة تافهه.. إجتماعياً على الأقل فأنا لا اعرف بعد كيف تفكر..




الحقيقة انني فقدت الإهتمام تماماً ولم أعد أريد ان اعرف.. وتمنيت كثيراً لو انني لم اقابلها ابداً .. على الأقل لأحتفظ بصورتها التي رسمتها لها ..فهي خالية من التفاصيل .. والقبح .. مبهمة ربما .. لكنها على الأقل ألطف بكثير .